كيف يمكن للزوجين ان يظهرا المودة والرحمة بينهما ؟

 أن يعامل كلا منهما الآخر بإنسانية، إذا أدرك كلا منهما أن الآخر إنسان مثله، له أحاسيسه ومشاعره، لديه أيضا متاعبه وآلامه، لديه قواه وضعفه، فستظهر المودة، والرحمة بينهما تلقائيا، وسيعبر كلا منهما للآخر عن إمتنانه.


الإنسانية هي الرحمة، هي المودة، وهي الإمتنان: بدلا من أن يحاول كلا الزوجين أن يظهرا المودة والإمتنان فيما بينهما، عليهما أولا أن يعالجا مشاعرهما الداخلية نحو الآخر، أيا كان هذا الآخر، عليهما أن يجدا وسيلة لفهم الإنسان، فالشريك ليس سوى إنسان آخر في حياتنا، إنعكاس لنا لصورتنا الداخلية، لمشاعرنا، للأحاسيسنا، لعواطفنا، لعجزنا أحيانا، لقوانا أو ضعفنا، لحاجاتنا الأساسية، أو لحاجاتنا الثانوية.

حينما يدرك الشريك أنه إنسان في كل حاجاته ورغباته: وبالتالي فالشريك أيضا إنسان لديه حاجاته ورغباته، فيتوقف الزوج مثلا عن الإعتقاد أنه هو فقط من يشعر بالملل في الحياة الزوجية وأن من حقه أن يجدد وأن يخون، وتتوقف المرأة عن الإعتقاد أن الرجل هو جني المصباح السحري، وعليه أن يجلب لها قصر علاء الدين، والخدم والحشم، وأن يعمل بلا توقف وأن يضحي لكي يغير مستواها المعيشي ويحقق لها أحلامها وطموحاتها.

حينما تتحول الأفكار والعبارات حول العلاقة الزوجية: من :لازم، ويجب عليه أو عليها، ومن المفروض أن، وهكذا اعتدنا، والمرأة مكانها هنا، والرجل عليه ذلك" إلى عبارات مثل: "دعنا نرى، ما رأيك لو، هل يمكننا أن؟، أتفهمك، أشعر بك، أحتاج كما تحتاج، هذا يناسبنا أكثر، دعنا نتحدث أكثر…

حينما يقول لها أو تقول له: إنها حياتنا دعنا نعيشها كما نتصورها، بدلا من أن نعيشها كنسخ من حيوات آبائنا التي غالبا ما كانت متعبة أو فاشلة!"

ونصيحة أخيرة:

إن كان الشريك يتعامل مع الآخرين بإنسانية في أي مكان، فمن الطبيعي أن يكون هذا الشريك إنسان في تعامله مع شريكـ/ـة حياته، أما إن كان الشريك، ذو شخصية معقدة، أو متعصبية، أو متطرفة، أو متعالية، أو نرجسية… إلخ مع أي إنسان آخر، فتوقع يا صديقي أن يكون سيئا بنفس القدر في بيته، وربما أسوأ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق