يمثل التخيل الجنسي إحدى الطرق الشائعة لتنشيط الحياة الجنسية بين الأزواج، وقد يكون مفيداً في تحسين العلاقة الحميمية بينهما. يمكن أن تكون التخيلات الجنسية متنوعة وتعتمد على خيال كل شخص، ومن المهم الاهتمام بالتعامل معها بشكل صحي ومنطقي، وإنتقاء ماهو إيجابي منها فقط، وتجنب أثارها السلبية. في هذا السياق، سنناقش بعض أسباب وفوائد التخيل الجنسي بين الزوجين.
ماهي الخيالات الجنسية؟
الخيالات الجنسية هي الأفكار والصور والمشاعر الجنسية التي تتصورها الشخص في خياله أو تخيله خلال النشاط الجنسي أو الإثارة الجنسية. وتختلف الخيالات الجنسية من شخص لآخر، حيث يتأثر نوع الخيالات بالعوامل الشخصية والثقافية والاجتماعية والدينية والعاطفية.
ويمكن أن تشمل الخيالات الجنسية تخيل المواقف الجنسية المختلفة، مثل العلاقات الجنسية مع شخص معين أو مجموعة من الأشخاص، أو المشاهد الجنسية المتنوعة، مثل العلاقات الجنسية بين شخصين من الجنس نفسه، أو الممارسات الجنسية غير التقليدية، مثل الجنس الفموي أو الدعارة أو العبودية الجنسية، وغيرها.
يجب الإشارة إلى أن الخيالات الجنسية هي جزء طبيعي من الجنسية البشرية، ولا يوجد ما هو صحيح أو خاطئ فيما يتعلق بالخيالات الجنسية. ومع ذلك، يجب أن يتم التعبير عنها وتجربتها بطريقة آمنة ومع من يتم الاتفاق معهم على الممارسة الجنسية المشتركة.
كيف أتعرف على خيالات زوجي الجنسية؟
يمكن أن تكون محادثة صريحة ومفتوحة حول الرغبات الجنسية والخيالات الجنسية المشتركة وسيلة جيدة للتعرف على خيالات زوجك الجنسية. إذا كنتِ وزوجك تشعران بالراحة والثقة الكافية للحديث حول هذا الموضوع، فيمكنكِ طرح بعض الأسئلة المفتوحة مثل "ما هي الأشياء التي تثيركِ جنسياً؟" أو "هل لديك خيالات جنسية معينة؟"، وتحاولين الاستماع له بشكل احترامي وفعال.
كما يمكن أن تجربي ممارسة بعض الألعاب الجنسية المشتركة، مثل تدوير عجلة الجنس للتعرف على الرغبات والخيالات الجنسية لكل منكما، أو تبادل القصص الجنسية والخيالات الجنسية المفضلة لديكما.
ومن المهم أن تتذكري أن الخيالات الجنسية شخصية ومتعلقة بالرغبات الفردية، ويجب عدم فرضها على الآخرين. لذا يجب عليكِ الاتفاق مع زوجك على الأشياء التي تريدين تجربتها معًا والتي لا تريدين تجربتها، والعمل معًا على تحقيق الرغبات الجنسية المشتركة.
من أين تأتي الخيالات الجنسية ؟
تختلف الخيالات الجنسية من شخص لآخر وتتأثر بالعوامل الشخصية والثقافية والاجتماعية والدينية والعاطفية للفرد. ومن الممكن أن تكون الخيالات الجنسية مستمدة من الخبرات الجنسية السابقة أو الخبرات العاطفية أو العلاقات السابقة.
فمثلا، يمكن أن يتأثر الفرد بالخبرات الجنسية التي عاشها مع شريكه أو شريكة سابقين، أو يمكن أن تتأثر بالرغبات الجنسية الخاصة بالجنس الآخر أو بأنواع مختلفة من العلاقات الجنسية.
اقرئي أيضا: شرح الجماع: وصف.تعلم.فن.أنواع.وحركات....
كما يمكن أن تتأثر الخيالات الجنسية بالمشاعر العاطفية، فالفرد قد يتخيل أن يقوم بالنشاط الجنسي مع شخص يحبه أو يتخيل أن يتم ممارسة النشاط الجنسي بين شخصين يحبان بعضهما البعض.
بشكل عام، تعتبر الخيالات الجنسية شخصية للفرد وتأتي من الرغبات والتحولات الجنسية الفردية التي تختلف من شخص لآخر، ويمكن أن تتغير مع مرور الوقت أو تتأثر بتغير الظروف الحياتية أو العوامل الثقافية أو الاجتماعية.
ماهي أنواع الخيالات الجنسية التي يمكن أن يراها الزوج أثناء الجماع مع زوجته؟
من الممكن أن يتنوع أنواع الخيالات الجنسية التي يمكن أن يراها الزوج أثناء الجماع مع زوجته، حيث تختلف الخيالات من شخص لآخر وفقًا للرغبات والاهتمامات الجنسية الفردية. لكن عادة ما تكون الخيالات الجنسية للرجل خيالات غير مقبولة، وإلا لما بقيت خيالات، فإن كانت مقبولة سيسعى الزوج إلى ممارستها مع زوجته، لكنه يبقيها سرية لأنها غالبا غير مقبولة.
ومن بين الخيالات الجنسية التي يمكن أن يتخيلها الزوج خلال الجماع مع زوجته:
(1) خيالات تتعلق بالجسد: حيث يمكن أن يتخيل الزوج أو الزوجة جسد شخص آخر أو جزءًا من جسد شخص آخر، وهذه الخيالات تختلف في النوع والشكل والمحتوى، فقد يكون الزوج قد شعر مؤخرا بالإثارة لرؤية جسد إمرأة ما عابرة، أو إمرأة معينة، فيتخيل جسدها في العلاقة الجنسية ليستحضر الآثارة التي حصل عليها مؤخرا، مثل هذا النوع من الخيالات، وإن بدا أنه خيال عابر، لكن لا يستطيع الرجل أن يبوح به لزوجته، لأنه يعرف أنه سيشعل صدرها غيرة، وعليه أن يكون مستعدا للعواقب التي سيحصدها بسبب مصارحته لزوجته بذلك الخيال.
(2) خيالات تتعلق بالتجربة الجنسية: حيث يمكن للزوج أن يتخيل تجربة جنسية جديدة أو غير تقليدية، مثل ممارسة الجنس في مكان مختلف أو بطريقة مختلفة أو استخدام أدوات جنسية، وهذا النوع من الخيالات، تعتبر خيالات بسيطة وبريئة، لكنها ربما تكون صعبة التحقيق، لذلك فهو لا يفصح عنها لزوجته، لإعتقاده أنها غير قابلة للتحقق.
(3) خيالات تتعلق بالسيطرة والاستسلام: حيث يمكن للزوج أو الزوجة أن يتخيل السيطرة على الشريك أو الاستسلام له، كأن يكون الرجل يحب أن يلعب دورا متسلطا في العلاقة الجنسية، أو دور الخاضع الضعيف في العلاقة الجنسية، لكنه لا يستطيع أن يصارح زوجته بخيالاته خوفا من أن تسيء الحكم عليه.
(4) خيالات تتعلق بالأدوار الجنسية، فقد يتخيل الزوج نفسه شخصا متخصص في إجراء المساج، ويريد أن يثير عميلته التي تجري لها المساج ليقوم بالإستمتاع بجسدها، أو يتخيل نفسه بأنه سائق شعر بالإثارة بسبب نظرات الإغراء التي تنظر بها الراكبه معه على طريق سفر طويل وشبه مهجور، أو يتخيل مثلا أنه طبيب والمرأة التي يكشف عليها تحاول أن تغريه بلمساتها، ... وهكذا، مثل هذه الخيالات قد يصارح الزوج بها زوجته، لكنه في الوقت نفسه قد يتردد لأنه أيضا يخشى من أن تسي زوجته الحكم عليه.
(5) خيالات تتعلق بالثلاثيات أو الرباعيات: حيث يمكن للزوج أو الزوجة أن يتخيل وجود شخص ثالث أو رابع في العلاقة الجنسية، وهذه الخيالات يمكن أن تتضمن الرغبة في تجربة جنسية مع أكثر من شخص، قد يكون ميوله نحو الجنس الجماعي غير حقيقي، لكنه يثيره حينما يتخيله، من ما يجعله يتخيل الجنس الجماعي أثناء الجماع مع زوجته،
(6) خيالات تتعلق بالمواقف الإباحية: حيث يمكن للزوج أو الزوجة أن يتخيل مواقف جنسية إباحية، مثل المشاهد الإباحية التي يشاهدها على الإنترنت أو الرغبة في تجربة موقف جنسي معروف بالجرأة.
(7) خيالات جنسية شديدة القبح: حيث قد يتخيل الزوج نفسه مع إحدى قريبات زوجته المقربات مثلا، مثل شقيقتها، أو صديقتها، أو حتى والدتها، وبالتأكيد هو لن يتجرأ على مصارحتها بذلك.
خيالات جنسية شاذة: وهي الخيالات التي يميل إلى تخيلها الزوج الذي يميل جنسيا إلى الرجال والنساء على حد سواء، حيث قد ينام مع زوجته وهو يتخيل أنه ينام مع رجل آخر.
ماهي مضار هذا النوع من الخيالات؟
الخيالات الجنسية ليست بالضرورة سلبية أو ضارة، وقد تساعد في تحسين العلاقة الجنسية بين الأزواج إذا تم مشاركتها ومناقشتها بشكل صحي ومتفهم. ومع ذلك، يجب ملاحظة أنه في بعض الحالات، الخيالات الجنسية قد تؤثر على العلاقة الجنسية بشكل سلبي وقد تؤدي إلى مشاكل بين الأزواج، ومن بين المضار المحتملة للخيالات الجنسية:
1. الإدمان على الخيالات الجنسية: حيث يمكن للأفراد أن يصبحوا مدمنين على الخيالات الجنسية وبالتالي يؤثر ذلك على حياتهم الجنسية الحقيقية.
2. الانعزال الجنسي: حيث يمكن للأفراد أن ينعزلوا عن شريكهم الجنسي بسبب الاهتمام الزائد بالخيالات الجنسية، مما يؤدي إلى تدهور العلاقة الجنسية.
3. التبعية للخيالات الجنسية: حيث يمكن للأفراد أن يتبعوا الخيالات الجنسية بحيث يتطلعون إلى تحقيقها بأي ثمن، مما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أخرى في العلاقة الجنسية.
4. الشعور بالذنب والعار: حيث يمكن للأفراد أن يشعروا بالذنب والعار بعد التفكير في خيالات جنسية غير مقبولة أو غير مشروعة.
5. الشعور بالخيبة: حيث يمكن للأفراد أن يشعروا بالخيبة إذا لم يتمكنوا من تحقيق الخيالات الجنسية التي يريدونها في الواقع.
يجب ملاحظة أن الخيالات الجنسية قد تكون طبيعية وصحية إذا تم التعامل معها بشكل سليم وبدون إيذاء أي من الأطراف.
كيفية التخلص من الخيال الجنسي
يمكن أن يكون التخيل الجنسي مصدرًا للمتعة والإثارة الجنسية، ولكن في بعض الأحيان قد يتسبب في الإحراج أو الشعور بالذنب. إذا كنت تشعر بأن التخيل الجنسي يؤثر سلبًا على حياتك اليومية أو يشعرك بالتوتر والقلق، فيمكن اتباع بعض الخطوات للتخلص منه، وهي:
1. التركيز على الحاضر: قومي بتحويل تركيزك إلى الأشياء التي تحدث في الواقع حولك ومحاولة عدم الانجراف في التخيلات.
2. الاسترخاء وممارسة التأمل: قومي بممارسة التأمل أو الاسترخاء لتهدئة عقلك وتحريره من التفكير في الخيالات الجنسية.
3. التحدث مع شخص موثوق به: تحدثي مع شخص موثوق به، سواء كان ذلك شخصًا عزيزًا عليك أو مستشار نفسي، وشاركيهم ما تشعرين به.