قصة حب بعد الزواج
قصة حب بعد الزواج، رواية حب بعد زواج بالغصب، رواية حب بعد الزواج جريئه، قصص حب بعد زواج تقليدي، قصة حب بعد الزواج، رواية حب بعد الزواج، رواية حب بعد زواج اجباري خليجية، رواية حب بعد الزواج جريئه، قصة حب بعد الزواج بقلم سعاده،
لقد أعجبت به لأنه بدا لها شابا قوي الشخصية، حاسما صارما، لا يغلبه شيء، لكنها بدأت تعتقد أن صرامته ليست نابعة من قوة شخصيته كما كانت تعتقد، قد تكون نابعة من ضعف في الشخصية يحاول أن يخفيه بذلك القناع الصارم الغاضب طوال الوقت.
لكن أمل لم تكن متأكدة من شيء، والجميع من حولها يثني عليه وعلى شخصيته وبالتالي لا يمكنها أن تستبق الأحداث، كما لا يمكنها أن تنسحب الآن،
فالجميع سينتقدونها لأن سبب انسحابها غير مبرر، لا يمكن أن يسامحها المجتمع المحافظ في مدينتها، على الإنسحاب وانهاء خطبتها مع محمود لمجرد أنه رفض أن يفعل ( العيب )،
كل ذنبه أنه رفض أن يتواصل معها في مرحلة الخطوبة، ومثل هذا التواصل -وإن باتت العديد من العائلات تقبل به- لكن كانت ولازالت هناك أيضا العديد من العائلات ترفضه و تستهجنه...
لهذا اختارت ( أمل ) الصمت، والصبر، والتظاهر بأنها موافقة على موقفه ولا بأس لديها.
بينما في أعماق محمود كانت هناك الكثير من الحسابات المختلفة، فمحمود يحب أن يكون شخصا مثاليا في مجتمعه، يسعد كثيرا بإطراء كبار السن في المجالس عليه، يشعر بحالة من النشوة والزهو بنفسه حينما يرى كيف يتعاملون معه كما لو كان رجلا حكيما،
وأحد أهم مميزاته وهو الشاب ذو الثلاثة والعشرين عاما، أنه يتصرف كما لو كان شيخا كبيرا، من حيث حرصه الشديد على العادات في مجتمعه،
لقد تربى لدى أب غذى فيه هذا الجانب، لكن كان هو أكثر تشبثا وتنطعا إن صح التعبير بنفسه وبتفرده من بين بقية أشقائه.
ومع ذلك كان محمود شابا ( متحفظا ) للغاية في التعبير عن نفسه أو مشاعره، وفي الوقت نفسه ينظر إلى الحب والرومانسية باحتقار، فهو يرى أنهما ليسا سوى أكاذيب ووسائل احتيالية يحتال بها الشباب غير الجاد على الفتيات سهلات المنال، إنه يريد زواجا جادا، ولا يريد فتاة ترغب في أن تحدثه عبر الهاتف عن شوقها وهيامها.
ورغم أن لمحمود علاقة هاتفية جنسية مع ( مرمر ) ، لكنه في الوقت نفسه كان لديه تصنيفه الخاص لتلك العلاقة، فهو يعتقد أن الفتاة التي تحدثت معه، وسمحت لنفسها بأن تلاطفه بصوتها، وتبادله الكلمات العاطفية والجنسية، والإهتمام، والتواصل الهاتفي، هي فتاة ( ساقطة ) على حد تعبيره هو، ولا تستحق الإحترام،
لم يخطر في بال محمود أن يفكر في أنه ليس سوى (منافق أناني)، يحرم خطيبته أمل من مشاعر مرحلة الخطوبة، لأنه ببساطة مستمتع ويشبع مشاعره وغرائزه مع مرمر، ولا يريد أن ينفصل عنها الآن بالذات، ربما لأنه لم يشبع منها بعد!!!
ببساطة كان محمود يبرر لنفسه حاجته لمواصلة علاقته بمرمر، واشباع عاطفته عن طريق التواصل معها، بينما يحرم خطيبته من فرصتها في التواصل معه والتعرف عليه !!!
وبالتالي فقد كان يبرر لنفسه أن من حقه أن يستمتع بوقته مع مرمر، لأنها في نظره هي من اختارت أن تكون أداة للمتعة، وتمضية الوقت، لكنه لن يتزوج بها لأنه يعتقد بأنها لا تصلح للزواج أبدا.
وهكذا فعل، فما أن شعر أنه بحاجة ملحة إلى أن تكون لديه علاقة جنسية واقعية، حتى فكر في الزواج، لقد نضجت رغبته الجنسية الآن، لم يعد الجنس الهاتفي كافيا،
إنه يريد إمرأة من لحم ودم، يريد جسدا حقيقيا يشبع لديه حاجته إلى الملامسة، لكنه في الوقت نفسه حريص على أن لا يجتمع على فراش واحد إلا مع زوجته، فجسده عزيز عليه، ولن يرمي به أبدا إلا على جسد إمرأة طاهرة، هكذا كانت فكرته وخطته.
لذلك قرر أن يتزوج من فتاة صالحة تخضع لمواصفاته الدقيقة، لقد كان هذا قراره، ولهذا فقد أخبر الفتاة التي كان يغازلها هاتفيا، بأنه يرغب في أن يقطع علاقته بها لأنه يفكر في الزواج.
اعترضت ( مرمر ) وشعرت بالإهانة الشديدة، فعلى الرغم من أنه لم يعدها بأي شيء، ولم يخبرها يوما بأنه يفكر في الزواج منها، لكنها اعتقدت أنه أحبها كما أحبته، فقد كان يتصل بها كل يوم، ليس فقط في ساعات الليل المتأخرة ليمارس معها الجنس الهاتفي،
لا، ليس هذا هو اتصاله الوحيد بها، فهو يتصل بها أيضا في الصباح الباكر ليقول لها صباح الخير، ويتصل بها أيضا في منتصف النهار ليطمئن عليها.
لقد أحاطها باهتمامه وحبه ورعايته، فإن لم يكن هذا حبا ماذا تراه قد يكون؟!!!
لقد بدى لها أنه مغرم بها أشد الغرام، وتوقعت أنه غالبا سيسعى للزواج منها، لكنه في المقابل جاء ليخبرها أنه سيهجرها منذ الآن لأن زفافه قريب....
صعقها الخبر، وأثار في داخلها الكثير من الغضب عليه، وعلى أفكاره ومعتقداته الغريبة، وسألته عن السبب ؟!!!
سألته عن السبب الذي منعه من التفكير بها هي كزوجة له، حتى أنها هي الأخرى إبنة ناس وعائلة قديرة في المجتمع،
لكنه نظر إليها مستغربا وسألها سؤالا مستفزا قائلا: " لماذا لم يتزوج بك من كان قبلي؟ حسب علمي لم أكن أول من مارست معه الجنس الهاتفي؟ ألست محقا!!!"
زلزل هذا السؤال مشاعر مرمر، ليس لأنه محق، ولكن ما نزع فؤادها من مكانه هي الطريقة التي كان يفكر بها محمود، والتي كانت ربما قد شعرت بها طوال العامين الماضين والتي هي عمر علاقتها به، لكنها رغم ذلك لم تكن لتتخيل أنه يمكن أن يكون بهذه القسوة مع فتاة أخلصت له الحب فعلا.
" كنت أنت أول رجل أحببته في حياتي، لم يكن لدي علاقة غيرك من قبل، حتى أني تعلمت الجنس الهاتفي من أجلك، لقد تعملته بنصائح من صديقاتي، لم يسبق لي أن مارسته مع أحد من قبلك، كم مرة سأشرح لك "
رد محمود الذي يتحاذق ويشعر أنه شاب ذكي للغاية، ولا يمكن لمرمر ومثلها من الفتيات أن تستغله وتسخر منه، وتقنعه بأنه أول حب في حياتها، رد قائلا: " تعبت من هذه القصة، كم مرة ستروينها، أنا لا أصدق هذه الأعذار، إن كنت قد سمحت لنفسك بالحديث معي بدون أية علاقة رسمية تجمع بيني وبينك، إذا كيف سأثق بك لاحقا، ... مرمر ... علاقتنا انتهت .. صدقي ذلك، وتوبي وتوقفي عن محادثة الشباب !!!"