هل تتشاجرين مع زوجك من أجل الحصول على ما تريدين أم تسمحين له بفرض رأيه؟


جوابنا هو أنه: ما لم يكن الأمر مصيرياً بالنسبة لكِ، دعيه يفعل ما يراه مناسباً؛ اسمحي له بين وقت وآخر، أن ينتصر في إقناعك بما يريد، فالعلاقة ككل أكثر أهمية من حصولكِ على ما تريدين، وأن تكوني سعيدة فهذا أفضل من أن تكوني على حق، أليس كذلك!


ربما تقولين الآن، بأن رأيك هو الأفضل، وأنك ترين ما لا يراه، وأن المسألة مسألة مبدأ، وأنك لا تفضلين مجاملته على حساب الرأي الأفضل، نحن نعرف كيف تشعرين، ونعلم أيضا أن رأيك قد يكون هو الأفضل بكل تأكيد، بل ربما يدرك هو ذلك لاحقا، بعد أن يفعل ما يريد أولا، ومع ذلك لن يعترف لك بأنك كنت على حق.

لكننا نسألك حقا: ما الفائدة من ان تنتصرين في كل مرة، وتفعلين ما تريدين، بينما يشعر هو في نفس الوقت بأنه مهمش، ولا يستطيع أن يقنعك برأيه أبدا، لأنك تملكين ما لا يملك، ( القدرة على الإنتصار بالكلام )، ما الفائدة إذا ربحتِ أنتِ، في كل مرة، وشعر هو بالظلم، والتهميش، وبأنك لست سوى متسلطة، وتأثرت علاقتكِ بزوجك، فإنكِ بهذا تخسرين، فهل يستحق الأمر ذلك؟

لا نعتقد، ومن خلال تجربتنا يمكننا أن نقول لكِ أنه حتى لو فعلتِ ما كنتِ تريدين، فإنكِ عادة ما تندمين على ذلك، وإذا سمحتِ له بفعل ما يريد، فلن يردد على مسامعكِ القول "لقد أخبرتكِ بذلك"، ولن يستاء منكِ بسبب إجبارك إيّاه على فعل ما لا يريد.





ربما تعايشين شيئاً من هذه القصص الحقيقية.

أُعجِب "أحد الزوجين" بمنزل يزيد على قدرتهما الشرائية بحوالي عشرين ألف دولاراً وكانت "الزوجة" تريده مهما كلف الأمر، ولكن "الزوج" كان متردداً، لأنهُ يعلم أن شراءه سيعني أن عليهم الاستعانة بمعاشاتهم ومدخراتهم؛ فاستمرّا في معاينة منازل أخرى، لكن الزوجة كانت تتحدث ليلاً ونهاراً عن المنزل "الحلم"، وأخبرت زوجها أنها لا تمانع في تقليص النفقات، وتقليل مرات الخروج لتناول الوجبات، وقيادة سياراتهم القديمة، وشراء أثاث مستعمل إذا كانا يستطيعان العيش في ذلك المنزل.

قالت له: "إذا لم نتناول الطعام في الخارج أو نذهب للعطل، فسوف ندخر الآلاف"، وبعد عدة أسابيع من المحاولات، سلّم "الزوج" بالأمر واشترى المنزل، ظاناً أنه سيُسعد زوجته.


كانت بالفعل سعيدة، ولكن لبعض الوقت فقط، فبمجرد أن استقرّا، واجهت "الزوجة" صعوبة في التكيف مع وضع الفقر الجديد، لم يكن هناك مال لتزيين المنزل، و لا لاستئجار بستاني، فكان "الزوج" مضطراً لقص العشب في يوم إجازته الوحيد.

وكانت أدوات المطبخ قديمة وبحاجة إلى استبدال، ولكن لم يكن لديهما المال لشراء أدوات جديدة، فكان الواقع صادماً لها فجأة، وتمنت حينها لو كانت تريثت حتى يجدا منزلاً يمكنهما تحمله بالفعل.


لم يقل لها زوجها لقد أخبرتك بذلك" أبداً، لكنهُ كان يتذمر بشأن فواتير التدفئة، 
وًجز العشب في الحديقة، حتى شعرت الزوجة بالذنب، وكانا قد ألغيا أيضاً وجبات العشاء اللذيذة التي كانا يخرجان لها ليلة العطلة، والتي كانت في الماضي تمنحهم بعض الوقت للحميمية، وهكذا، أثّر البيت على زواجهما ليس مالياً فحسب، بل حتى عاطفياً، والدرس المستفاد هنا: ليس من الحكمة أبداً أن تفرضي إرادتكِ على زوجك.


المصدر:


نحن هنا دائما متواجدين على مواقع التواصل الإجتماعي:

                 

أحدث أقدم