المشاكل الزوجية الطبيعية بين الزوجين صحية وضرورية

 وجدت الأبحاث والدراسات التي أجريت على العديد من المتزوجين الذين يعيشون علاقتهم الزوجية بسعادة، أن معظم هؤلاء الأزواج ورغم سعادتهم ونجاحهم في زواجهم، لكنهم لا يزالون يعانون من مشاكل زوجية لا تزال عالقة، وقضايا لم تحل، وفي الوقت نفسه أصر العديد من المتزوجين غير الناجحين على حل كل المشاكل، مهما كانت بسيطة؛ لأنهم يعتقدون أنه يجب أن يكون هناك حل لكل خلاف، حتى تمضي حياتهم الزوجية بخير وسعادة، إنهم ببساطة يعتقدون أن العلاقات الزوجية السعيدة هي العلاقات المثالية.

تقدم العلاقة الزوجية فوائد رائعة للرفاهية النفسية والعاطفية لكلا الزوجين، والرضا عن الحياة وإدارة الإجهاد، لكن لا توجد أية علاقة في الحياة خالية من التحديات.

يمكن أن تصبح هذه التحديات مصدرا للضغوط أحيانا على كلا الزوجين، ويمكن أن تتسبب مع الوقت في التأثير العميق على العلاقة، وبشكل خاص إن كانا يعتقدان أن العلاقات الزوجية السعيدة والناجحة، هي العلاقات الزوجية الخالية من المشاكل.

في الحقيقة وبشكل منطقي، الحياة في حد ذاتها لا يمكن أن تكون هادئة طوال الوقت، أو مثالية مهما بذلنا من جهد لنجعلها كذلك، فالمشكلات هي من طبيعة الحياة، وكذلك في العلاقات من الطبيعي أن تظهر أحيانا بعض المشاكل والخلافات، وقد تكون أحداها مشاكل مزمنة، لكن الشريكين تأقلما معها وتعلما كيف يتجاهلانها لكي يتمكنا من إتمام مسيرتهما الزوجية في هدوء وسلام.
.


قد يكون التعامل مع مشاكل الزواج بطريقة صحية أمرًا صعبًا للغاية، خاصة وأن الضغوطات يمكن أن تأتي من مصادر مختلفة، قد يجد الزوجين نفسيهما متصارعان، يتقاتلان على من يثبت أنه على حق، في حوار أو نقاش تافه، للأسف، يكبر ويتحول إلى مشكلة يصعب حلها، لهذا عزيزتي الزوجة هذه نصائح لك ولزوجك تجعل كل المشاكل الصغيرة، تبقى صغيرة وتعبر بسلام:

1. دعي بعض الخلافات تمر بدون حل:

فمحاولة حل كل النزاعات قد يؤدي في بعض الأحيان إلى خلق مشاكل أكثر، فبعض المعارك لا تستحق الخوض فيها، هناك مشاكل لا قيمة لها، وليس عليك التوقف عليها كثيرا، وعليك أيضا أن تتوقفي عن رصد أخطاء الشريك، والإشمئزاز من عاداته التي لا تضرك، من الجيد أن تمضي الحياة الزوجية هادئة رغم بعض المنغصات، إليك هذا الموضوع سيساعدك على توضيح هذه الفكرة جيدا: دفعت الكثير من المال لأحصل على نصائح كادت أن تدمر علاقتي بزوجي.

2. صارحيه بما يزعجك منه لكن كوني حنونة، ومتفهمة:

فالصراحة مهمه، والصدق في العلاقة أمر إيجابي، ومستحب، لكن بالتأكيد مع مراعاة مشاعر الطرف الآخر، فعند حصول مشكلة ما، قد يشعر أحد الطرفين بمشاعر كُره، أو تذُّمر ويحاول المجادلة، لكن بعد ساعات قليلة، سيعود ذلك الشريك المتفهم الواعي، ويقر أن الطرف الآخر كان على حق فيبتعد عن ذلك التصرف السيئ، ويحاول التقدم وإصلاح العلاقة اكثر.

إن كانت لدى زوجك عادات سيئة لا تحبينها، صارحيه بها، لكن بحذر، لا تجرحيه لا تؤلميه، لا تعاقبيه، فقط اخبريه برفق، وتذكري أنت أيضا لست ملاكا، ولابد أن لديك عادات هو أيضا لا يحبها، حاولي تذكر عاداته الإيجابية، مثلما تذكرين سلبياته، فقد يساعدك ذلك على التجاوز عن بعض أخطائه الصغيرة.

3. أن تكوني على استعداد لإنهاء النقاش في الوقت المناسب:

حينما يبدأ أي نقاش بينكما لسبب تافهة، أو لأن أحدكما أو كلاكما يعاني من مزاج سيء، تعلمي كيف تنهين هذا النقاش لكي لا يتفاقم ولا يتحول إلى نقاش حاد، أو لا يتسبب في توليد مشكلة أو مشاكل أكبر من سبب النقاش نفسه، إن شعرت أن مزاج زوجك حاد وأنه قد يتلفظ بكلمات قد تجرحك، ويصعب عليك التسامح معها، اجلي النقاش معه، إلى وقت يكون فيه أكثر هدوءا،

هناك العديد من المشاكل الكبيرة، بدأت من لا شيء، نقاش بسيط حول من سيحضر البقالة تحول إلى جرح كرامة نازف، يصعب التعامل معه، كلمة جارحة من زوجة مضغوطة، يرد عليها الزوج المجروح بسيل من الكلمات الجارحة للزوجة، وهكذا يصبح ذلك النقاش البسيط سببا في انهيار علاقة كانت بالأمس قوية وجميلة.



4. لا تناقشا المشاكل الكبيرة دفعة واحدة

بل مهدي لها، أو جزئيها، إن كانت لديكما مشكلة كبيرة في التعامل مع المال، أو في التعامل مع أهل الزوج، أو في سلوكيات زوجك مثلا، لا تناقشينها معه بشكل كامل في أول جلسة، بل ناقشي جزء بسيط منها، مثلا أخبريه بأن عاداته المالية قد تتسبب في عدم قدرتكما على دفع الإيجار الشهر القادم، ثم اطلبي منه أن يتوقف على سبيل المثال عن شراء الألعاب الإلكترونية أون لاين!!! بعد ذلك بأسبوع أو شهر اشكريه على التزامه بالإتفاق، وأخبريه أن فاتورة الكهرباء لازالت عالقة، ويجب عليه تسديدها في أقرب فرصة قبل أن يتم قطع الكهرباء، هكذا ببساطة، وبالتدريج، حتى يعتاد من تلقاء نفسه على الإلتزام بميزانية محددة تسانده في القيام بإلتزامته الضرورية نحو البيت.

5. قضاء بعض الوقت متباعدين:

عندما تقعين في الحب أو تتزوجين، تطورين معتقدات ورغبات غير عقلانية، وهنا تنشأ المشكلة، فواحدة من هذه المشكلات هي السماح لحياتك أن يتم استهلاكها من قبل الشخص الذي أنت مفتونة به وترغبين في نيل حبه وإعجابه، والرجل الذي بات يشكل كل حياتك.

إنّ المشكلة في السماح لعلاقتك الرومانسية باستهلاك هواياتك، عملك، شخصيتك، معظم حياتك هو أمر في غاية الخطورة. فما أن يقع الإنسان في الحب حتى يبدأ في تغيير نفسه ليصبح أقرب من شريك حياته،

لكن الحقيقة هي أنه كلما تغيرت لتصبحين أقرب إلى الشخص الذي تحبينه، فإنك تتوقفين عن أن تكونين المرأة الذي وقع في حبها أساسا.

فمن المهم أن تحصلين في بعض الأحيان على بعض الوقت، بعيداً عن شريكك، أو تأكيد استقلاليتك، أو الاحتفاظ ببعض الهوايات أو الاهتمامات التي تخصك، وتذكري ما كنت عليه من قبل، وما الذي جذب شريكك إليك في المقام الأول.
.
كلما تغيرت لكي تصبحين أقرب من الشخص الذي تحبينه
كلما أصبحت أبعد عن الشخصية الذي وقع في حبها أساسا،
ابقي كما أنت، ولا تطالبينه هو الآخر بالتغيير،
حتى لا يخسر البريق الذي جذبك إليه في البداية.
.




نحن هنا دائما متواجدين على مواقع التواصل الإجتماعي:

                 
أحدث أقدم