رواية حب بعد عذاب
رواية حب بعد عذاب، رواية حب بعد عذاب قاسي، رواية حب بعد عذاب، رواية حب بعد عذاب أمل ومحمود، رواية حب بعد زواج بالغصب، رواية حب بعد انتقام، رواية حب بعد عذاب واتباد، رواية حب بعد عذاب بقلم بسمة سعاده، رواية حب بعد عذاب أمل ومحمود، رواية حب بعد زواج بالغصب، رواية حب بعد انتقام، رواية حب بعد كره.
منذ أن كان طفلا، كان يرى كيف أن النساء والرجال في القرية يسخرون من العريس الذي يؤجل فض بكارة زوجته لليوم التالي أو أسبوع في أسوأ الحالات،
كانوا يسخرون منه خفية، ويتنابزون أمامه وأمام أقربائه بالألفاظ المهينة، التي تشير غالبا إلى أنه ليس رجلا، أو أنه أقل فحولة من غيره من الرجال،
بينما قد يكون العريس ببساطة اتخذ قرار التأجيل ليتعرف إلى عروسه أكثر، لأنه غالبا تزوج بها دون معرفة سابقة، ربما لأن أهلها رفضوا أن يتحدث معها قبل الزواج... لكن الناس لها الظاهر كما يقول المثل.
لا يريد محمود أن يكون مصيره كمصير أؤلئك العرسان، فكل ما يهم محمود هو سمعته، ونظرة الآخرين إليه، رأي الناس هو كل ما يهمه فعلا، فهو يفعل كل ما يفعله حتى حينما لا يكون في مصلحته، يفعله لأن رأي الناس بالنسبة له أولوية وضرورة قصوى.
لم يكن محمود يعلم أنه شاب قليل الثقافة والخبرة، بل كان يعتقد أنه عالم بكل الأمور، لذلك لم يسمح لنفسه بالتعمق والتعرف على مدى صدق معلوماته، أو حقيقة ما يحدث من حوله، لقد كان يعتقد أن النصائح التي يحصل عليها من الآخرين كافية ووافية، حتى وإن صدرت من أشخاص أقل ثقافة منه،
كان يثق في نفسه، وفي الثقافة السائدة في مجتمعه القروي البسيط، لذلك كان يعتقد أن ما لديه من معلومات بالإضافة إلى غريزته، كل هذا سيكفي لكي يفض بكارة زوجته في ليلة الدخلة. ... لهذا استعد محمود لهذه الليلة المصيرية بشيء واحد فقط... شهوته العمياء المندفعة كالثور...!!!!
لقد كانت أمل، فتاة في الواحد والعشرين من عمرها، لم تنهي دراستها الجامعية بعد، لكن والدها كان يصر على أن زواجها الآن هو في مصلحتها، وبشكل خاص أن محمود حينما تقدم لخطبتها، أكد لهم أنه مستعجل، ومحمود شاب طموح وله مستقبل وابن عائلة عريقة، ولا يجوز أن يضيع هذا الشاب ( الذي يعتبر فرصة لا تعوض ) من بين أيديهم، لذلك وافق والد أمل على الخطوبة.
لكن أمل اقترحت كما اقترحت والدتها، أن يتم إعلان الخطوبة الآن، بينما يتم تأجيل الزواج حتى تتخرج أمل من الجامعة، لكن محمود رفض، رفضا قاطعا التأجيل، فقد كان متلهفا، مشحونا، يريد أن يحصل على زوجة ينام معها في أسرع وقت، يريد أن يفرغ شهوته التي تراكمت على مر السنوات والشهور الماضية، في زوجته التي يطمئن إليها، قبل أن يضطر رغما عنه إلى اللجوء إلى بائعات الجنس لإشباع حاجاته الجنسية التي باتت تفوق احتماله.
بدت أمل حزينة ويائسة، فقد كانت تأمل لو أن محمود كلمها هاتفيا، أو تواصل معها بأية طريقة، لكانت أقنعته بأن ينتظرها حتى تنهي دراستها،
لكن محمود اختار أن لا يتحدث معها، لقد قرر من تلقاء نفسه شكل العلاقة الزوجية التي ستجمعه بأمل، وهذا في حد ذاته سبب لأمل المزيد من الألم والضيق والأحباط، بالإضافة إلى أنه أثار مخاوفها بشأن مستقبل علاقتها الزوجية مع رجل لا يكاد يشعر بأي فضول للتعرف عليها، طوال مرحلة الخطوبة.
لقد دمر محمود آمالها، وأحلامها البريئة والبسيطة، التي تشبه أحلام أية فتاة تعيش في بيئة محافظة، حيث لا مجال لديها لتعيش الحب والرومانسية إلا مع خطيبها، وبعد إعلان الخطوبة،
وكانت أمل تحلم، مثلها مثل كل الفتيات في تلك المدينة النائية، باليوم الذي ستصبح فيه مخطوبة لشاب معجب بها، ليتبادلان الحب العذري، وينعمان بالمشاعر الرومانسية الجياشة، بالشوق والهيام ولذة اللقاءات مهما كانت شحيحة،
كانت تحلم بالأمسيات والليالي التي سيتصل بها فيها لينام على صوتها، والصباحات الجميلة التي ستفتح فيها عينيها على رسائله الغرامية، والمليئة بالقلوب والورود،
وكانت تحلم بالساعات التي سيقضيانها وكل منهما يتحدث للآخر عن نفسه، ويفضفض ويعبر، وبتلك اللحظات التي سيشتاق فيها إليها حينما تكون لديها امتحانات وتخبره بأنها لن تتصل به لعدة أيام ... ثم لا يطيق فراقها ويتصل بها ملهوفا عليها في منتصف الليل، كانت تحلم بكل هذا، لكن كل هذا لم يحدث أي شيء منه!!!
لقد حرمها محمود العنيد قاسي القلب، من أبسط حقوقها، لأسباب هي نفسها غير مقتنعة بها أبدا، لكن ماذا تفعل، لا حيلة لديها سوى الصبر....